الأربعاء، 28 مايو 2008

الأستاذ المربي الفاضل / عوض مصطفي القهوجي

رحل عن دنيانا مساء الخميس 29/5/2003 واحدا من أعلام جماعة الاخوان المسلمين بمحافظة البحيرة وأحد القلائل الذين سعوا لاعادة قراءة تاريخ الأمة وتقديمه في صورة يسهل علي القارئ أيا كانت ثقافته او مرحلته العمريه قراءته وواحدا من الأخوان الذين حملوا علي عاتقهم عبأ توصيل الفكر الأسلامي الي كافة أنحاء المحافظه..أنه الاستاذ عوض مصطفي القهوجي مدرس أول التاريخ بمدرسة عمر مكرم الثانويه للبنين بدمنهور " باحث ومؤلف تاريخي " .

القهوجي في سطور..

* مواليد عام 1958 م ..
*متزوج وله ثلاثة أبناء (محمد , أحمد , وعبدالله)

*انضم الي جماعة الاخوان المسلمين عام 1975 م وكان يعتبر الاستاذ محمد الدسوقي _ رحمة الله_ هو والدة الروحي وسر توطيد علاقته بفكر الامام الشهيد حسن البنا رضوان الله عليه .

*سافر للعمل باليمن الشقيق سنة 1979 م حتي 1984 م

*بدأ القاء محاضرات في الفكر الاسلامي والتاريخ والاخلاق منذ عام 1985 م بمسجد الامام محمد عبده بدمنهور وعرفته بعدها كل مساجد محافظة البحيرة .

*القي القبض عليه _ رحمة الله_في شهرسبتمبر من عام 2000 م وظل رهن الاعتقال لمدة ثلاثة اشهر.

*عرف المرض طريقه الي مريئه عن طريق دوالي المرئ منذ عام 1982 م غير انه لم يكن يصرح بالامه لاحد ولم تكن البسمه تغادر شفتيه حتي القاءه للدروس داخل فصول المدارس.

*توفي عام 2003 م ولكنه مازال حي بداخلنا جميعا ..

كلمات حيه..

كانت حياة القهوجي حافله بالمحاضرات والجولات .. وكانت من اخر كلماته:

* دعوتنا ربانيه.. ورب العزة أصله.. فثقوا انه مهما طال الليل فالنصر ات.. لان صاحب الدعوة لا تختلف ثوابته..
* لم أفهم القرآن الا علي فراش الموت..
* رايت حديث المصطفي صلوات الله عليه " خذ من صحتك لمرضك " مجسدا أمام عيني في ايامي هذه..
* القرآن القرآن القرآن أيها الاخ لا ينفك عنك ولا تنفك عنه..
* دواء قدمي المريضه أن تمشي في سبيل الله..
* لم أجد احب الي نفسي من أن اتواضع لاخواني..
* رحم الله استاذنا محمد الدسوقي الذي كان يحمل صفاتا من صفات النبوه..
هذه بعض كلمات رصدها اخوانه قبل رحيله..

حقيبة الاستاذ عوض ..

كان الاستاذ عوض القهوجي صاحب دعوة مشغول بها ولها ويتجول دائما حاملا حقيبته الصغيرة _ الشهيرة_ التي تركها تبكي علي فراق خليل وفي وكثيرا ما كان يظن البعض ان هذه الحقيبه كانت تحوي أسماء طلاب الدروس الخصوصيه_ كما هي عادة كثير من المدرسين_غير ان القهوجي لم يكن يعلم كم عدد الطلاب الذين يدرس لهم في المجموعات ولا حتي من منهم دفع له أجره ومن لم يفعل وعلي حد قول أحد الطلاب (( لم يسألنا يوما هل ستدفع أو لما لا تدفع فلقد كان يعتبر مجموعات دروسه حلقات مسجديه ))..وعودة الي حقيبة القهوجي والي مكونتها وهي :

1. مصحف
2. كتيب المأثورات
3. موضوع يعده لمحاضره
4. مسبحه
5. مشط

زوج وزوجه..


تشهد السيدة أم محمد زوج الاستاذ القهوجي أنه ما أغضبها قط طيلة سنوات زواجهما الذي بدأ في زفاف في سيارة الدكتور " محمد جمال حشمت " وكان خلالها الزوج الصدوق والاخ المثالي والصديق الوفي والحبيب المخلص والاب الحنون .وبالمثل لم يكن القهوجي يذكر زوجته الا بالخير وكان كلما التقي بالاخوات أثني عليها واكد انها لم تفعل الا مايسره..

كتبه ومؤلفاته..

قبل رحيله ترك للمكتبة الاسلاميه ثمانية كتب .. وآخر ما قام بكتابته كتابان لم يتم نشرهم حتي الأن وهم ..( حياة المرشدين للاخوان المسلمين , وتاريخ بلاد الافغان ) هذا بالاضافة الي كتب اخري لم تكتمل .. أما الكتب الثمانيه الاخري فهي :



  1. فضائل بيت المقدس.


  2. عز الدين القسام بطل الشام.


  3. صلاح الدين الايوبي.


  4. هارون الرشيد الخليفه المفتري عليه.


  5. الفتح الاسلامي لمصر.


  6. الغزوات والسرايا.


  7. محمد الفاتح.


  8. معركة اليرموك الفاصلة.

وادعوا الله ان يوفقني في ان اقوم بعمل جميع اعماله بكتب الكترونيه وسوف اقوم بنشرها علي المدونه لكي يسهل تداولها ... كما سوف اقوم بنشر كتاب " تاريخ بلاد الافغان " قريبا ان شاء الله ..

ما قبل الرحيل ..

كل من عاشر الأستاذ عوض القهوجي كان يعي معني البسمه الصافيه الراضيه التي لا تشغل بالدنيا بالا حتي أن مواقفه الدعويه كانت تصدر بغير تكلف..

  • سأله يوما أحد زملائه المدرسين تبرعا لأسره فقيره مات عائلها فقال له ( أمدد يدك في جيبي خذ ماشئت ودع ماشئت ) .
  • لم يترك صلاة فرض من فروض الله حتي قبل مماته تيمم علي ثوب زوجته ثم أخذته سكرة فلما أفاق أعاد التيمم ثم صلي آخر صلواته..
  • لم يدع قراءة ورده اليومي من القرآن حتي رحل عن دنيانا وكان يزيد عليه ورد استماع ( شريط يوميا للشيخ الحذيفي ).
    ظل حتي ساعاته الاخيره يتابع اخبار المسلمين في فلسطين والعراق ويطلب مشاهدة نشرات الاخبار..

رؤي ربانيه..

في خطواته الاخيره نحو لقاء ربه رأي القهوجي من بشارات الساعات الاخيره ما حكاه لاخوانه ورواه أكثر من مصدر..
  • راي القهوجي مبني عال أخضر اللون كثير الأبواب وهو يقف أمامه ومعه جمع من اخوانه وسمع مناد يقول ( أدخلوا من أي الأبواب شئتم )وكان رحمه الله يرويها وصوت بكائه يعلو صوت حديثه .
  • رأي الكعبه وحولها أسوار عاليه والقوات الامريكيه وقد هدمت جزء من السور والناس تستعجل بناء ما تهدم وسمع مناد ينادي عليهم قائلا (سوف يتم بناء السور ولكن عليكم بالصبر ) .
  • وأكد من لازمه في أخر أيامه أن عيناه برقتا وطالب الحضور بنطق الشهادة ثم وصف لهم طائرا رآه وقال ( سمعت مناديا يقول لي هذا الذي سيطير بك الي الجنه) .
  • تكرر ذات الموقف غير انه طالب الحضور بالنطق بالشهادتين وسمعه من حوله يتمتم قائلا والسعاده تشرق علي وجهه .. ( كل دا عشاني.. دا كتير ))..

ولم يعلم أحد ما هذا الكثير الذي رآه!!..ورحل القهوجي فانطفأت احدي شموع البحيره التي كانت ترسم الامل علي وجوه من يعرفه ومن لا يعرفه..

رحمه الله وتقبله في الصالحين..